الأحد، 2 فبراير 2020

في وداع الشيخ العلامة محمد بوخبزة

عندما ألقيت نظرة الوداع على الشيخ العلامة أبي أويس، وانحنيت مقبلا رأسه وأنا أغالب دمع العين الذي أنساب دون استئذان، اعتراني شعور غريب..مزيج من الحسرة والغبطة..

الحسرة لفقده في زمن عز فيه العلماء، وغبطته لتلك المحبة الجارفة التي تجلت للعيان، والكل يزاحم على بابه ليلقي نظرة الوداع على جثمانه الطاهر..
ثم ما هي إلا لحظات وارتفع آذان العصر، واكتظت الطرقات والمسالك، وصلى عليه الآلاف، كلهم يلهج بالدعاء له، ويذكر فضله عليه، ويسأل الله أن يمن عليه بالرحمة، ويرفع درجته؛ وما ذاك إلا أثر لمحبة الله له إذ وضع القبول له في الأرض دليلا عليها [نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله].

وانطلقت الأمواج الهادرة مشيعة حبيبها، مودعة عالمها ومربيها، وقد ترك فجوة من الصعب سدها وفراغا لا يملأ بسهولة..

أخذتني نفسي متأملا بين الحزن لهذا المصاب الجلل، والرضا بقضاء الله وحكمته، وعدت أسترجع موقنا أن الله تعالى وقد حفظ الدين ونصره بعد وفاة رسوله عليه الصلاة والسلام، ثم بعد وفاة الصالحين والأئمة عصرا بعد عصر، سيحفظ لنا ديننا ويعوضنا خيرا،  أما شيخنا ( أبو أويس) فقد أدى ما عليه، وقضى عمره في خدمة دين الله تعالى، والذب عن سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وترك علما نافعا يمده بعد موته بالحسنات ويحيي ذكره على مر السنوات. 
فالله نسأل أن يستعملنا ولا يستبدلنا، وأن يغفر لشيخنا ويرحمه، ويرفع درجته ويتقبل منه، ويجعله في أعلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا. 

محمد أكزناي

السبت، 26 مايو 2018

خواطر من وحي السيرة

5⃣

من عظيم حكم الله سبحانه ومن جميل تدبيره وتقديره عز وجل أن يكون أول الناس ايمانا إمرأة..
أجل هذا الأمر الجلل الذي تلقاه محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه أول من تلقاه منه وأول من آمن به إمرأة..
إمرأة وأي امرأة خذيجة اللبيبة الفطنة رضي الله عنها التي لم تضيع فرصة الارتباط بهذا الرجل الفريد العظيم الذي أطبقت شهرته الآفاق قبل بعثته بكونه الصادق الأمين
لكن دعنا الآن من خذيجة وفضلها وعلو منزلتها ولنتأمل حكم هذا السبق..
إنه نبي الله فعلا ولكنه بحاجة إلى إمرأة تشد أزره وتقف بجانبه وتسكن لها نفسه هو في حاجة الآن إلى تصديقها وإيمانها أكثر من حاجته إلى إيمان الرجال لأنها الزوجة التي تسكن اليها النفس ويطمئن عندها القلب وتستمد الروح منها بفضل الله وعونه علو الهمة والثقة في النفس لهذا قدر الله سبحانه أن تبادر خذيجة بتصديق زوجها صلى الله عليه وسلم بل وتحفيزه وتبشيره بالنجاح ونفي الخسارة والخزي عنه: كلا والله لا يخزيك الله..
هذا وفي إيمانها السابق على إيمان غيرها إشراق فجر جديد للنساء ينتقلن به من موؤودات ممتهنات إلى سيدات مكرمات ويكفيهن فخرا أن أول من آمن بالنبي امرأة..
وفي هذا الإيمان دليل على نباهتها رضي الله عنها وفطنتها وذكائها كيف لا وهي ما اختارت محمدا زوجا إلا وهي تستشرف له شأنا عظيما وقد منحهما الله سبحانه قبل البعثة ما يلزمهما من الحياة الدنيا: الحياة الطيبة والولد والسمعة الحسنة  والآن بعد نزول الوحي وعودته صلى الله عليها وسلم مرتعشا مرتجفا مرددا: زملوني زملوني وبعد طمأنة الزوجة الصالحة رضي الله عنها وتصديقها له هاهو الوحي يعلن أن زمن الراحة والنوم والدثار قد ولى:''يا أيها المدثر قم فأنذر''
وهاهما الزوجان الكريمان يشرعان معا في الدعوة وفي إنارة السبيل وإخراح الناس من الظلمات إلى النور
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد

♻محمد أكزناي الفريول
https://telegram.me/agzenaymed81

الأربعاء، 18 أكتوبر 2017

خواطر من وحي السيرة -4-



وأشرقت النجوم تسابق نحو الهداية ما أن لاحت أنوار النبوة..
أشرقت شمس الوحي فشعت نجوم المؤمنين والمؤمنات الأوائل..
✨هاهي خذيجة أم المؤمنين رضي الله عنها أول الناس إيمانا،نعم الزوج ونعم الحبيبة للرسول صلى الله عليه وسلم ونعم المؤمنة السابقة الصابرة المحتسبة،ما أن قص عليها زوجها عليه صلوات ربي وسلامه خبر الوحي حتى سابقت نفسها نحو الإيمان..
✨وهاهو الصديق الوفي عبد الله بن أبي قحافة أبو بكر الصديق يصدق دون نبوة ولا كبوة،إنه رجل لو وضع إيمانه في كفة وإيمان الناس في كفة لكان إيمانه أثقل وأوفى ..
✨وهاهو علي بن أبي طالب قد تربى على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقه وأمانته يسبق أقرانه ليشرق نجما من نجوم الهداية..
✨وهاهو زيد ذاك الذي إختار محمدا دون أبيه حارثة يسبق أقرانه ويجني نتاج حسن اختياره
....
إنها البداية،الوحي يتتابع (ياأيها المدثر قم فأنذر) قد بدأ نور الهداية يشق طريقه نحو القلوب الجافة القاسية..
بدأت الحرية تنبع مطلة في عبودية الله وحده،وبدأ العبيد يدركون أنهم كغيرهم سواء بسواء كلهم لآدم وآدم من تراب،وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا كغيرهم..
وانطلق ركب الهداية وأصبح لأيام مكة وأحداثها طعم آخر..

محمد أكزناي