السبت، 26 مايو 2018

خواطر من وحي السيرة

5⃣

من عظيم حكم الله سبحانه ومن جميل تدبيره وتقديره عز وجل أن يكون أول الناس ايمانا إمرأة..
أجل هذا الأمر الجلل الذي تلقاه محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه أول من تلقاه منه وأول من آمن به إمرأة..
إمرأة وأي امرأة خذيجة اللبيبة الفطنة رضي الله عنها التي لم تضيع فرصة الارتباط بهذا الرجل الفريد العظيم الذي أطبقت شهرته الآفاق قبل بعثته بكونه الصادق الأمين
لكن دعنا الآن من خذيجة وفضلها وعلو منزلتها ولنتأمل حكم هذا السبق..
إنه نبي الله فعلا ولكنه بحاجة إلى إمرأة تشد أزره وتقف بجانبه وتسكن لها نفسه هو في حاجة الآن إلى تصديقها وإيمانها أكثر من حاجته إلى إيمان الرجال لأنها الزوجة التي تسكن اليها النفس ويطمئن عندها القلب وتستمد الروح منها بفضل الله وعونه علو الهمة والثقة في النفس لهذا قدر الله سبحانه أن تبادر خذيجة بتصديق زوجها صلى الله عليه وسلم بل وتحفيزه وتبشيره بالنجاح ونفي الخسارة والخزي عنه: كلا والله لا يخزيك الله..
هذا وفي إيمانها السابق على إيمان غيرها إشراق فجر جديد للنساء ينتقلن به من موؤودات ممتهنات إلى سيدات مكرمات ويكفيهن فخرا أن أول من آمن بالنبي امرأة..
وفي هذا الإيمان دليل على نباهتها رضي الله عنها وفطنتها وذكائها كيف لا وهي ما اختارت محمدا زوجا إلا وهي تستشرف له شأنا عظيما وقد منحهما الله سبحانه قبل البعثة ما يلزمهما من الحياة الدنيا: الحياة الطيبة والولد والسمعة الحسنة  والآن بعد نزول الوحي وعودته صلى الله عليها وسلم مرتعشا مرتجفا مرددا: زملوني زملوني وبعد طمأنة الزوجة الصالحة رضي الله عنها وتصديقها له هاهو الوحي يعلن أن زمن الراحة والنوم والدثار قد ولى:''يا أيها المدثر قم فأنذر''
وهاهما الزوجان الكريمان يشرعان معا في الدعوة وفي إنارة السبيل وإخراح الناس من الظلمات إلى النور
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد

♻محمد أكزناي الفريول
https://telegram.me/agzenaymed81

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق